الجواب: لا ينبغي أن يدخل علينا شبهة من قبل المنحرفين أو أهل البدع والتكفيريين، أما أثر ابن عباس -رضي الله عنه عنهما- فصحيحٌ وأن الكفر كفران، هذا أمر معروف عليه أهل السنة والجماعة أن الكفر كفران: كفر أكبر مخرج من الملة، وكفر أصغر لا يخرج من الملة، والكفر الأكبر الذي يخرج من الملة لا بد فيه من إقامة الحجة على المعين -يعني إذا رأينا أحدًا وقع في مكفر يخرج به من دائرة الإسلام فلا نحكم بأنه صار كافرًا حتى نقيم عليه الحجة الرسالية التي فيها توفر الشروط وانتفاء الموانع- لا بد من ذلك؛ ولذلك أهل السنة يقولون ليس كل من وقع في الكفر وقع الكفر عليه، والأحكام العامة لا يلزم منها أن تقع على المعين، لا بد أن ننتبه لذلك، وكما سبق أثر ابن عباس صحيح وورد من طرق كثيرة وهو أثر صحيح خلافًا لأهل البدع الذين يضعفونه حتى يصلوا إلى تكفير الحكام المسلمين، ثم إن عندهم أمورًا يكفرون بها الحكام وليست مكفرة، فنحن نتبع كتاب ربنا سبحانه وتعالى ونتبع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم ونرحم الخلق ونبين الحق ونأخذ بأيدي الناس ونبين دين الله عز وجل وننشر هذا الدين ونعرف الناس أحكام شريعة رب العالمين، ننشغل بهذا، وأما من كان مسلمًا فكما أنه مسلم بيقين لا يمكن أن يخرج من الإسلام إلا بيقين، وأمر الحكام أمرٌ صعبٌ لا ينبغي أن يرتقيه من لا يُحسن، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح حال المسلمين حكامًا ومحكومين، ومع ذلك فهذه المسائل لا ينبغي أن يتناولها طلاب العلم الصغار وإنما نرجع إلى أهل العلم الكبار، ننظر إلى أقوالهم ونراجعهم ونفهم منهم، هذا هو الذي ينبغي علينا، لا نسمع لأهل البدع والمنحرفين ولا التكفيريين. والله تعالى أعلم